يقول ابن عباس رضي الله عنه: " إن المكر عشرة أصناف ، تسعة منها في القبط ، وواحد في سائر الناس". ............................. "أهل مصر يغلب عليهم الدعة والجبن والقنوط والشح وقلة الصبر وسرعة الخوف والحسد والنميمة والكذب والسعي إلى السلطان وذم الناس بالجملة، كما يغلب عليهم الشر والدنية التي تكون من دناءة النفس والطبع". ...................... "ومن أجل توليد أرض مصر الجبن والشرور والدنية لم تسكنها الأُسود، حتى كلابها أقل جرأة من كلاب غيرها من الأمصار، وكذلك سائر ما فيها أضعف من نظيره في البلدان الأخرى، ماخلا ما كان منها في طبعه ملاءمة لهذا الحال كالحمار والأرنب".
و لهذا الذي ذكره المقريزي يطلقون في بعض بلاد الخليج على الحمار اسم "المصري".
عن المقريزي " المواعظ و الاعتبار بذكر الخطط و الآثار"
أما معاوية ابن ابي سفيان فيرى أن أهل مصر ثلاثة أصناف، فثلث ناس، وثلث يشبه الناس، وثلث لا ناس، فأما الثلث الذين هم الناس فالعرب، والثلث الذين يشبهون الناس فالموالي، والثلث الذين لا ناس المسالمة يعني القبط .
عن : المسعودي "مروج الذهب" .....
"ماء نيل مصر يميت القلب و لا تغسلوا رؤ سكم من طينها، فانها تورث الزمانة و الدياثة"
حديث يرويه الشيعة عن الإمام علي رضي الله عنه
مصر أم الدنيا؟!
إذا كانت مصر هي أم الدنيا فماذا نسمي اليونان ؟!! و ماذا نسمي بابل؟؟!!
أليست اليونان هي التي علمتنا الرياضيات و الهندسة و الفيزياء و الطب و الفلسفة..و قدمت للعالم المسيحي النسخة الأقدم للإنجيل ؟! فما هو التراث الذي خلفه الفراعنة للدنيا باستثناء آثارهم المتآكلة؟!!
أليست بابل هي التي قدمت للعالم أقدم شريعة مدونة هي شريعة "حمورابي" و أساطير تغذت منها التوراة المحرفة ؟؟!! فماذا قدم الفراعنة ؟؟!!
أليست اليونان هي التي علمت العالم الدراما والخطابة و فن الشعر، والنظام الديموقراطي؟ فماذا قدم الفراعنة سوى سحر الكهنة و طلاسمهم التي طواها غبار القرون؟؟!!!
ليست مصر هي أم الدنيا و لا أم الحضارات ، لم تكن أبدا كذلك... كما لم تكن يوما رائدة للعالم الاسلامي لا علميا و لا أدبيا ، فهذا الدور انفرد به العراق و زاحمه فيه الشام و الأندلس.
العراق و الشام و الأندلس..أم مصر؟
لقد كانت بغداد هي حاضرة العالم الاسلامي التي شهدت انبعاث الحضارة العربية و الاسلامية ، وظلت وحدها – لقرون طويلة- عاصمة العلم و الأدب و الفقه و الفلسفة و السياسة..و كانت مصر على الهامش تماما. أما الشام و الأندلس فقد شاركا العراق في شرف الريادة.
لقد استقطبت بغداد مختلف العبقريات الاسلامية من العراق نفسه و من شتى أرجاء العالم الاسلامي و يكفي أن نذكر هنا أسماء أدبية و فقهية و فلسفية و غيرها و ليس بينها اسم مصري واحد حتى ندرك أبعاد الدور العراقي الشامي في الحضارة العربية الاسلامية و انحسار الدور المصري تماما:
الحسن البصري، البخاري ، مسلم ، النسائي ، الترمذي ، ابن ماجة ، أحمد بن حنبل ، مالك بن أنس ، أبو حنيفة النعمان ، الشافعي (الذي قد يظنه البعض مصريا و هو في الواقع من مواليد غزة بفلسطين!) الطبري ، ابن كثير ، أبو حيان التوحيدي، الجاحظ ،واصل ، النظام، الخليل بن أحمد الفراهيدي ، سيبويه، بشار بن برد ، أبو نواس ، المتنبي ، أبو تمام ، البحتري ، أبو فراس الحمداني ، ابن الرومي ، ابن الهيثم ، الخوارزمي ، الفارابي ، ابن سينا ، الكندي ، عبد القاهر الجرجاني ، الزمخشري.....و القائمة طويلة لا يزينها (أو يشينها على الأصح) اسم مصري واحد. و ربما تبادر إلى الذهن اسم السيوطي..و أكتفي هنا بالقول ان السيوطي هو نموذج صارخ للمثقف الفاشل ، فبعد أن حاول دراسة الرياضيات و المنطق عجز عقله الصعيدي الأجوف عن فهمهما فتحول إلى حفظ الحديث و لهذا اكتسب لقب الحافظ فهو حافظ و ليس عالما بحال ، و لم يحسن التأليف المستقل إلا في آداب الجماع و مداعبة الجواري. فحتى تفسيره "الدر المنثور في التفسير بالمأثور" ينفرد عن كل التفاسير بأنه مجرد حشد للأحاديث التي حفظها في تفسير الآية الواحدة. و قد كان هذا شأن كل "علماء" مصر بعد سقوط بغداد..فلم يكن لهم من عمل إلا وضح ال************** ثم الهوامش ثم الحواشي على متون سادتهم البغداديين و غيرهم التي نجت من الإغراق في نهر دجلة...و الذين يعرفون منهج الدراسة الأزهرية يدركون حقيقة ما أقول هنا.
أما المغرب الاسلامي الذي كان يمتد من القيروان إلى الأندلس فيحفل بأسماء فكرية و أدبية و علمية تعجز عن مضاهاة بعضها كل الأسماء الصغيرة في مصر كابن منظور و القاضي عياض والثعالبي و ابن خلدون و ابن رشد و ابن باجة و ابن حزم و ابن مضاء و ابن زيدون و ابن سهل و ابن خفاجة....الخ...الخ.
أما الأسماء الأدبية التي عرفت بها مصر فكلها عناوين على عصور الصنعة و الانحطاط في الادب العربي كالبهاء زهير و صفي الدين الحلي "و هو –في الواقع- عراقي من الحلة نزل مصر و أقام بها" و الشاب الظريف صاحب قصيدة "لا تخف ما فعلت بك الأشواق" و هو في الواقع من تلمسان غرب الجزائر ، و جمال الدين بن نباتة...الخ..الخ.و أتحدى من يذكر لي اسم عالم أو فيلسوف مصري مجدد باستثناء الفقيه "سفيان الثوري" الذي انقرض مذهبه!!
بعد كل هذا نتساءل: أين دور مصر الريادي ثقافيا ؟! لقد كانت الريادة الثقافية و السياسية للعراق شرقا و للأندلس غربا..و لم تكن مصر إلا نكرة و مجالا مبهما بينهما!
أما حديثا.. فكانت الريادة الأدبية لشعراء المهجر ، ثم لشعراء العراق الذين تأثروا بشعراء المهجر فابتكروا شعر التفعيلة ، أما مصر فلم تشهد إلا ميلاد حركة البعث و الاحياء التي كانت مجرد "مرحلة انتقالية" في الأدب العربي الحديث..ثم انتقلت الريادة الأدبية شعريا إلى الشام على يد أدونيس و جماعته و روائيا إلى العراق و الشام على يد عبد الرحمن منيف و حنا مينه و غيرهما..
و كان رواد الصحافة من لبنان لا من مصر حتى ان الجرائد المصرية نفسها أسسها لبنانيون كالأخوين تقلا الذين أسسا الأهرام و جورجي زيدان الذي أسس الهلال...و اليوم يتفوق الإعلام اللبناني و الخليجي مقروءا و مسموعا و مشاهدا على نظيره في مصر ، بل لا وجود لإعلام مصري أصلا رغم كثرة الفضائيات المصرية التي تكاثرت كالفطريات السامة و الضارة.
أما في الفكر فقد كان رواد الفكر القومي كلهم من الشاميين ك : الكواكبي ، و شكيب أرسلان ، وزكي الأرسوزي ، و ساطع الحصري ، و محمد عزة دروزة ، و ميشيل عفلق...الخ.
و رواد الفكر الديني و العلماني في العالم العربي اليوم كلهم من الشام و المغرب العربي و أتحدى أي مصري أن يضاهي يالأسماء التالية اسما واحدا من مصر : إدوارد سعيد – علي حرب - محمد شحرور – البوطي- الألباني – العثيمين – الزنداني- الجابري- طه عبد الرحمن- عبد الوهاب بوحديبة – مالك بن نبي- عبد السلام بنعبد العالي- عبد الاله بلقزيز-عبد العزيز الحبابي- عبد الله العروي- محمد أركون-أبو يعرب المرزوقي- سالم يفوت-علي أومليل- محمد سبيلا-عبد الكبير الخطيبي-هشام جعيط....الخ...الخ.
..إن هدفي من إيراد هذه الأسماء ليس أن أثبت افتقار مصر لأي مفكر أو أديب و لكن الهدف هو نفي صفة الريادة عنها نفيا مطلقا. فلم تكن مصر ، و ليست ، و لن تكون أبدا رائدة للعالم العربي فكريا أو أدبيا أو حتى سياسيا..فكيف لبلد لم يحكمه طوال تاريخه إلا الأجانب و العبيد أن يكون رائدا لغيره من البلدان الحرة؟!!
الزعامة السياسية المزعومة :
لقد كان يوسف عليه السلام أول أجنبي حكم مصر و لم يكن الأخير ، ففي العهد الإسلامي حكمها الطولونيون الأتراك، ثم الفاطميون العبيديون المجهول أصلهم ، و إن كانت بعض المصادر التاريخية تشير إلى أن أصلهم يهودي ، ثم الأيوبيون الأكراد ، ثم المماليك الأتراك ، ثم أسرة محمد علي الألبانية التي انتهى حكمها بانقلاب يوليو 52.
أما العبيد الذين حكموا مصر في العهد الاسلامي فأولهم "الخصيب" الذي مدحه أبو نواس بقصيدة مشهورة طمعا في المكافأة ، ثم كافور الإخشيدي الذي هجاه المتنبي مع شعب مصر في بيته الشهير: بكل أرض وطئتها أممُ ترعى بعبد كأنها غنمُ.
و أهاجيه في كافور و مصر أشهر من نار على علم.
ثم حكمت مصر سلالة كاملة من العبيد هي سلالة المماليك الأتراك الذين قضى الفقيه الدمشقي المولد المغربي الأصل العز بن عبد السلام رحمه الله بضرورة بيعهم و إعتاقهم قبل أن تصح لهم الإمارة ...و ما ظنك بقوم يباع أمراؤهم في الأسواق؟!
و آخر "عبد" حكم مصر هو الرئيس المغتال "أنور السادات" فقد أشار "هيكل" في كتابه "خريف الغضب" إلى أن اللقب الأصلي لأسرة السادات هو "الساداتي" بياء النسبة أي خادم السادة و بعد أن تولى السادات الحكم حذف الياء..و إن ظل خادما متذللا لساداته الأمريكان و اليهود. أما والدة السادات ،حسب هيكل دائما ، فكانت جارية سوداء - وقد ورث عنها أنور سوادها- و كانت تخدم بقية زوجات أبيه و تقوم عنهن بكل أعباء الكنس و التتنظيف.
أما تاريخ مصر الحربي فحافل بالهزائم : من هزيمة عرابي و سامي إلى هزيمة1948 إلى هزيمة 1967 إلى هزيمة 1973 ... إلى أكبر نكسة ديبلوماسية سنة1978 بعد صلح السادات مع اليهود..و هذه النكسات هي التي أدخلت العالم العربي في عنق الزجاجة التي لم يفلح في الخروج منها إلى اليوم..
كيف إذن لبلد لم يحكمه في تاريخه إلا الأجانب و العبيد و لم يجن في حروبه باسم العروبة إلا النكسة تلو النكسة أن يدعي الزعامة عربيا؟؟!!
كيف لبلد يتسول شعبه (أي يشحت بالمصرية) مادا يده لكل صادر و وارد ، و تتسول حكومته مادة يدها لأمريكا و دول الخليج ، أن يدعي التفوق و الريادة؟
أفيقوا يا أحفاد كافور!!!!!!
[/center]
El Matador مساعد
عدد الرسائل : 238 العمر : 34 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
موضوع: نقوش "بربرية"...على جبهة رمسيس 
