كشف أحمد أويحيى، أن المعلومات المتوفرة لدى الحكومة، تفيد أن كل المدن الجزائرية من قالمة إلى وهران مهددة بكوارث طبيعية في أية لحظة، وبالرغم من ذلك أوضح أن الجزائر لن تستحدث أي جهاز لتسيير الكوارث الطبيعية أو الاحتياط والحماية منها· كاشفا أن خسائر غرداية في حدود 5 ملايير دينار، وأنه سيتم التحقيق القضائي في الوفياتجاء ذلك في ندوة صحفية لرئيس الحكومة بعد مجلس حكومي خصص للكارثة·
أويحيى يصرح:
الكوارث الطبيعية تهدد الجزائر من شرقها إلى غربها
--- 5 ملايير دينار خسائر الكارثة ؟ فوضى العمران سبب ولكن ليست شماعة للمبررات
--- لن يكون هناك جهاز للحماية من الكوارث الطبيعية
عبد اللطيف بلقايم
في سؤال طرحته عليه ''الجزائر نيوز'' يخص محاسبة المسؤولين على إهمالهم وتفريطهم في مسؤولياتهم بغرداية، ومتابعة مسار الدعوى القضائية التي أودعها المواطنون ضد مسؤولين محليين، قال رئيس الحكومة أن المحاسبة ستكون لا محالة، لكنها ليست استثنائية، بل طبيعية ''إذ العمل القضائي موجود في كل نوع من الوفايات غير الطبيعية''· واعترف رئيس الحكومة من جهة أخرى، أن فوضى العمران كانت من بين أسباب تفاقم الكارثة '' لكن هذا لا يعني بأن القطاع يتحمل كامل المسؤولية، فباعتراف أعيان المنطقة لم يحدث مثل هذا في غرداية منذ 50 سنة، وهذا معناه أن العامل الطبيعي له الجزء الأكبر من مسؤولية الكارثة''·
ورفض أويحيى أن تكون غرداية لوحدها مبررا وحيدا لتوجيه سهام الاتهامات إلى الحكومة، حيث قال أن كل مدن الشمال مهددة ومعرضة لكوارث طبيعية من قالمة إلى وهران، ''لكن أن يتم استغلال الآلام للقول بأن النظام قد سقط كلما حلت به محنة، فهذا عمل دنيء''·
وعن إمكانية استحداث جهاز خاص بالكوارث الطبيعية لاستشرافها وتسييرها، بهدف الحماية والاحتياط، قال أويحيى ''لن يكون أي جهازا''·· بالمقابل، أوضح رئيس الحكومة أن الدولة حسبت لذلك من حيث وضع استراتيجيات تنمية متعددة، كبرنامج الهضاب العليا والجنوب، كمحاولة من أجل التخفيف من توزيع السكان المتركز في عرض 100 كيلومتر عبر الشريط الساحلي، ''ولا يمكن أن نحول شعبا من منطقة لأخرى بين ليلة وضحاها''· كما أردف أويحيى أن الدولة تطور باستمرار إمكانياتها المادية والبشرية تحسبا لأي طوارئ·
أما عن خريطة أوضاع النكبة، فقد كشف رئيس الحكومة أن خسائر غرداية في حدود 5 ملايير دينار، و34 ضحية و 89 جريحا ومفقود واحد·· مصرحا أن الحصيلة النهائية للخسائر تضبط في 10 أكتوبر الجاري· أما ماديا فقد تم فحص 9600 بيت منها 600 مدمرة عن آخر، و1250 في الخانات البرتقالية وما تبقى، أي 8 آلاف بيت، قابل لإعادة الاستعمال، بينما تضررت 19 مؤسسة تربوية، على أن تستأنف يوم السبت، عدا خمسة منها تنتظر ترحيل العائلات التي لجأت اليها·· وأما صحّيا، فقد تم تلقيح كل نقاط الموارد المائية، وسحب بقايا الحيوانات ودفنها تدريجيا، واستعادة الكهرباء في المنازل بنسبة 99 بالمائة و80 بالمائة من شبكة الهاتف، وشدد أويحيى على أن كل أجهزة وأعوان الدولة ابتداء بالبلديات والجماعات المحلية، وصولا إلى الحماية المدنية وجيش وكشافة وإداريين وشباب، موجودون في غرداية من أجل إيواء الجميع قبل نهاية السنة·
رئيس الاتحاد الوطني للخبراء المهندسين المعماريين، عبد الحميد بوداود:
المسؤولية يتحملها رؤساء البلديات···
حمل رئيس الاتحاد الوطني للخبراء المهندسين المعماريين، عبد الحميد بوداود، مسؤولية الكوارث التي تحدث في مدننا مع كل سقوط للأمطار، لرؤساء المجالس الشعبية البلدية ومسؤولي السكن والعمران على مستوى البلديات، حيث قال في هذا الصدد، إن ''هؤلاء غائبون تماما ويجهلون خصوصيات إقليمهم، وينتظرون دائما السلطات العليا لحل مشاكلهم، ولا يفقهون شيئا في قواعد وقانون العمران والتهيئة العمرانية''· و علق على تصريح رئيس الحكومة، أحمد أويحيى، الذي قال ''أن الجزائر مهددة بالفيضانات من الشرق إلى الغرب''، أن ''هذا ليس بالمعطى الجديد، كوني قلت ذلك منذ سنتين''· وأعاب على مديري التعمير على المستوى المحلي، بقوله '' نحن نسهر على تكوين أكبر عدد ممكن، لكن لا تهمنا النوعية، وهذه هي الكارثة''· وبخصوص التهاون الذي يقع في التهيئة العمرانية والبناءات الفوضوية، قال بوداود ''يجب أن يحاسب كل واحد على أي خطأ ارتكبه، حتى المسؤولين الكبار في الدولة''· وتساءل ذات المتحدث في اتصال هاتفي مع ''الجزائر نيوز''، عن الجهل الكبير للمواطنين والبلدية بقوانين التعمير، حيث قال ''كيف لشخص يشيد فيلا بـ 3 ملايير ويستغني عن معماري لا يكلفه سوى 30 مليون سنتيم؟!''·· و لهذا دعا رئيس الاتحاد الوطني للخبراء المهندسين المعماريين، إلى ضرورة إرغام أصحاب المشاريع على متابعة مشاريعهم من طرف المعماريين· مشيرا في هذا الصدد، إلى عقد منظمتهم لأكثر من 110 ملتقى في هذا الموضوع، خرجت بخلاصات وتوصيات قدمت إلى كل السلطات بمن فيها رئاسة الجمهورية، لكن دون أن تؤخذ بعين الاعتبار·
ومن جهة أخرى، أكد ذات المتحدث، أن القوانين الموجودة لا تطبق، والكارثة ستكون أكبر مستقبلا، حيث اعتبر بوداود ''أن هذه الفوضى جعلت من كل شبر في الجزائر قنبلة ذرية''· مستشهدا بالعاصمة التي قال أنها نالت لقب أحسن مدينة معمارية في سنة 1956 وحاليا أصبحت شبيهة بـ''دوار''·
بوناطيرو: لا بد من تفعيل دور الهيئة الوطنية للكوارث الطبيعية
دعا العالم الفلكي لوط بوناطيرو، أمس، السلطات، إلى ضرورة تفعيل الهيئة الوطنية للكوارث الطبيعية، واللجوء إلى المكاتب المختصة لإنجاز خرائط الكوارث لكل ولاية من ولايات الوطن·
وانتقد بوناطيرو في تصريح له لـ ''الجزائر نيوز''، إقدام السلطات على الفصل بين علم الجو وعلم الفلك، اللذين كانا يعملان تحت وصاية المرصد الوطني الفلكي ببوزريعة كما كان في السابق· مشيرا بذلك إلى أن تنبؤات الإرصاد الجوي، تتم بناء على معطيات محلية لا تكون دقيقة، والدليل - كما اضاف - عدم تنبؤها بفيضانات غرداية، في حين أن علم الفلك يلعب دورا أساسيا في التنبؤات الجوية، وفي هذا الإطار أشار العالم الفلكي إلى أن نشاط الشمس كان هادئا منذ شهر ماي الفارط لتعاود نشاطها يوم 24 سبتمبر الماضي، والذي قال بأنه تسبب في فيضانات غرداية وتساقط الثلوج ببعض الدول الأوروبية· وفي ذات سياق أكد بوناطيرو أن الجزائر ما تزال متأخرة في المجال العلمي، بسبب غياب الوعي السياسي والعلمي·· وهنا قال العالم الفلكي، أنه يمكن إنجاز خرائط للكوارث الطبيعية سواء تعلق الأمر بالزلازل أو الفيضانات أو الحرائق·· لكل ولاية من ولايا